.. قطرة المطر ..||

إحدى قطرات المطر تعلن انسحابها من ورقة أحد الأشجار ، فتنسل ببطء إلى أن تصل
لطرفها ثم تهدأ قليلاً وتفكر فيما تفعله ، ثم وكأنها قررت أن تُتِم ما بدأت به ، فتسقط .

سقطت على عينيها الناعستين ، فأفاقت من غفوتها التي داهمتها حين أطالة التفكير
بذلك الفارس المغوار الذي سرقها من واقعها بغيابه عنها بدون أي سبب ، لم تهتم لأمر
قطرة المطر التي حبطت خطة تلك الغفوة في إراحتها من التفكير ، بل واصلت سرحانها و
شرود ذهنها .

هبّت ريح بشكل غريب ، حتى أصبحت الأشجار تتشاجر مع بعضها البعض مُحدثاً ذلك
أصوات مزعجة . كان شعرها يقلد تلك الأشجار بحركاتها ومشاجراتها ، وكذلك فستانها
أخذ يشاغب ولكن على استحياء . الجميع يرقص ويهتز تحت أنغام هزيز الريح إلا
رموش عينيها كانت لا تزال صامدة ولم تتحرك بأمرٍ من ذلك الفارس ، فاهتمامها به لم
يمنح لتلك العينين الإذن باللعب .

حاولت الغفوة الاقتحام ثم هبت الرياح فرقصت الأشجار !
نعم ، الجميع يحاول مساعدتها

إلا أنت وقطرة المطر تلك !